صـــفــة صلاة النـــبـي صلى الله عليه وسلـــــــــم

---- هذا الموضوع إن شاء الله خصص للأعضاء والزوار الكرام لمعرفة والإحاطة بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم ----

وسنعتمد في بهذا الصدد على كتاب "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"

لمحمد ناصر الدين الألباني





استقبال الكعبة


كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض و النفل، وأمر صلى الله عله و سلم بذلك فقال للمُسِيءِ صلاته""
رواه البخاري و مسلم " إذا قُمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فَكَبِّرْ "

و ( كان صلى الله عليه و سلم في السفر يصلي النوافل على راحلته، ويوتر عليها حيث توجهت به (شرقا و غربا) ). رواه البخاري و مسلم

وفي ذلك نزل قوله تعالى ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمََّ وَجْهُ اللَّهِ ) البقرة رواه مسلم وصححه الترمذي
و ( كان -أحيانا- إذا أراد أن يتطوع على ناقته استقبل بها القبلة فكبر، ثم صلى حيث وَجَّهَهُ ركابه ) رواه أبو داود وابن حبان في "الثقات" .

و ( كان يركع وسيجد على راحلته إيماءً برأسه، ويجعل السجود أخفض من الركوع ) رواه أحمد و الترمذي وصححه.

و ( كان إذا أراد أن يصلي الفريضة نزل فاستقبل القبلة ) رواه البخاري و أحمد.

و أما في صلاة الخوف الشديد، فقد سن صلى الله عليه و سلم لأمته أن يصلوا ( رجالا قياما على أقدامهم أو ركبانا، مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها ) رواه البخاري و مسلم.

وقال صلى الله عليه و سلم ( إذا اختلطوا، فإنما هو التكبير و الإشارة بالرأس ) رواه البيهقي بسند (الصحيحين).

وكان صلى الله عليه و سلم يقول ( ما بين المشرق و المغرب قِبلة ) رواه الترمذي و الحاكم وصححاه.

وقال جابر رضي الله عنه ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسيرة أو سرية،فأصابنا غيم، فتحرينا واختلفنا في القبلة،فصلى كل رجل منا على حدة، فجعل أحدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا، فلما أصبحنا نظرناه، فإذا نحن صلينا على غير القبلة، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم ( فلم يأمر بالإعادة ) وقال " قد أجزأت صلاتكم " ) رواه الدارقطني و الحاكم و البيهقي.

و (كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي نحو بيت المقدس ( الكعبة بين يديه ) قبل أن تنزل هذه الآية ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنََّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) البقرة 144 ، فلما نزلت استقبل الكعبة، فبينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذا جائهم آت فقال ( إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أنزل عليه قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها) وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا،( واستدار إمامهم حى استقبل بهم القبلة ) رواه البخاري و مسلم و أحمد و السراج والطبراني وابن سعد.

القيام

و كان صلى الله عليه و سلم يقف فيها في الفرض و التطوع، ائتمارا بقوله تعالى ( وَقَُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) البقرة 144
و أما في السفر، فكان يصلي على راحلته النافلة.
وسنَّ لأمته أن يصلوا في الخوف الشديد على أقدامهم، أو ركبانا كما تقدم،و ذلك قوله تعالى
( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ* فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانَا. فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) البقرة 238،239
و ( صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرض موته جالسا ) رواه الترمذي و أحمد وصححه الترمذي .

وصلاها كذلك مرة أخرى قبل هذه حين ( اشتكى، وصلى الناس وراءه قياما، فأشار إليهم أن اجلسوا، فجلسوا، فلما انصرف قال
( إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس و الروم، يقومون على ملوكهم وهو قعود، فلا تفعلوا، إنما جعل الإمام لِيُؤْتَمَّ به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ) رواه البخاري و مسلم.

صلاة المريض جالسا

و قال عمران بن حصين رضي الله عنه ( كانت بي بواسير - وهي ورم في باطن المقعدة - ، فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال "صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب") رواه البخاري و أبو داود و أحمد.

وقال أيضا سألته صلى الله عليه و سلم عن صلاة الرجل وهو قاعد، فقال ( من صلى قائما فهو أفضل، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائما - وفي رواية مضطجعا - فله نصف أجر القاعد ) رواه البخاري و أحمد و أبو داود. والمراد به المريض، فقد قال أنس رضي الله عنه قال (خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناس وهو يصلون قعودا من مرض، فقال " إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" ) رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح.

و ( عاد صلى الله عليه و سلم مريضا فرآه يصلي على وسادة، فأخذها فرمى بها، فأخذ عودا - خشبة - ليصلي عليه، فأخذه فرمى به، وقال " صلي على الأرض إن استطعت، وإلا فأؤم إيماءً، واجعل سجودك أخفض من ركوعك ) رواه الطبراني والبزار وابن السماك و البيهقي وسنده صحيح.

الصلاة في السفينة

وسئل صلى الله عليه و سلم عن الصلاة في السفينة فقال ( صل فيها قائما إلا أن تخاف الغرق ) رواه البزار و الدارقطني وعبد الغني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

فائدة : وحكم الصلاة في الطائرة كالصلاة في السفينة، أن يصلي قائما إن استطاع، وإلا صلى جالسا إيماءً بركوع وسجود كما تقدم.

( ولما أسنَّ صلى الله عليه و سلم وكبر اتخذ عموداً في مُصَلاه يعتمد عليه ) رواه أبو داود و الحاكم وصححه هو و الذهبي.

القيام و القعود في صلاة الليل

و ( كان صلى الله عليه و سلم يصلي ليلا طويلا قائما، وليلا طويلا قاعدا، وكان إذا قرأ قائما ركع قائما،
وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا ) رواه مسلم وأبو داود.

و( كان أحيانا يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قرائته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأها وهو قائم، ثم ركع وسجد، ثم يصنع في الركعة الثانية مثل ذلك ) رواه البخاري و مسلم .

وإنما ( صلى السُّبْحَة قاعدا في آخر حياته لما أسنَّ، وذلك قبل وفاته بعام ) رواه مسلم وأحمد .

و ( كان يجلس متربعا ) رواه النسائي وابن خزيمة و عبد الغني المقدسي و الحاكم وصححه و وافقه الذهبي .

الصلاة في النِّعَالِ و الأمر بها

و ( كان صلى الله عليه و سلم يقف حافيا أحيانا، ومُتَنَعِّلا أحيانا ) رواه أبو داود وابن ماجة.

و أباح ذلك لأمته فقال ( إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه، ولا يؤذي بهما غيره ) رواه أبو داود و البزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

و أكد عليهم (الصحابة) الصلاة فيهما أحيانا فقال ( خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في نِعَالِهِمْ ولا خِفَافِهِمْ ) رواه أبو داود و البزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

وكان ربما نزعهما من قدميه وهو في الصلاة، ثم استمر في صلاته، قما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم، فلما كان في بعض صلاته، خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى الناس ذلك خلعوا نعالهم، فلما قضى صلاته قال " مابالكم ألقيتم نعالكم؟ " قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعلنا، فقال " إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيها قذرا -أو قال أذى- (و في رواية خبثا )، فألقيتهما، فإذا جاء أحدكم إلى المسجد، فلينظر في نعليه، فإن رأى فيها قذرا (وفي رواية خبثا)، فليمسحهما وليصل فيهما ) رواه أبو داود وابن خزيمة و الحاكم وصححه ووافقه الذهبي و النووي.

و ( كان إذا نزعهما وضعهما عن يساره ) رواه أبو داود و النسائي وابن خزيمة.

و كان يقول صلى الله عليه و سلم ( إذا صلى أحدكم، فلا يضع نعليه عن يمينه، ولا عن يساره فتكون عن يمين غيره، إلا أن لا يكون على يساره أحد ، وليضعهما بين رجليه ) رواه أبو داود وابن خزيمة و الحاكم وصححه ووافقه الذهبي و النووي.


الصلاة على المنبر

و ( صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم - مرة - على المنبر( وفي رواية أنه ذو ثلاثة درجات ) ف( قام عليه، فكبر وكبر الناس ورائه وهو على المنبر)،( ثم ركع وهو عليه )، ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد، (فصنع فيها كما صنع في الركعة الأولى )، حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال " يا أيها الناس، إني صليت هذا لتأتموا بي، ولتعلموا صلاتي " ) رواه البخاري و مسلم وابن سعد.


السُّتْرَةُ وَوُجُوبُهَا

و( كان صلى الله عليه و سلم يقف قريبا من السترة، فكان بينه وبين الجدار ثلاثة أدرع ) رواه البخاري و أحمد.
و ( بين موضع سجوده و الجدار ممر شاة ) رواه البخاري و مسلم.

وكان يقول " لا تصل إلا إلى سترة، ولا تدع أحدا يمر بين يديك، فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين " رواه ابن خزيمة في صحيحه بسند جيد.

و يقول " إذا صلى أحدكم إلى سترة، فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته " رواه أبو داود والبزارو الحاكم وصححه ووافقه الذهبي و النووي.

و ( كان - أحيانا - يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي في مسجده )

و ( كان إذا صلى ' في فضاء ليس فيه شيء يستتر به '، غرز بين يديه حربة، فصلى إليها و الناس وراءه ) رواه البخاري و مسلم وابن ماجة.

و أحيانا ( كان يُعَرِّضُ راحلته فيصلي إليها ) رواه البخاري و أحمد

وهذا خلاف الصلاة في أعطان الإبل، فإنه ( نهى عنها ) رواه البخاري و أحمد

و أحيانا، ( كان يأخذ الرحل فيعدله، فيصلي إلى آخرته ) رواه مسلم و ابن خزيمة و احمد

و كان يقول ( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مُؤْخِرَةِ الرحل - وهي العود الذي في آخر الرحل -، فليصل ولا يبالي من مَرَّ وراء ذلك ) رواه مسلم و أبو داود.

و ( صلى - مرة - إلى شجرة ) رواه النسائي و أحمد بسند صحيح.

و ( كان - أحيانا - يصلي إلى السرير وعائشة رضي الله عنها مضطجعة عليه (تحت قَطِيفَتِهَا) ) رواه البخاري و مسلم وأبو يعلى.

و ( كان صلى الله عليه و سلم لا يدع شيئا يمر بينه و بين السترة، فقد (كان يصلي، إذ جاءت شاة تسعى بين يديه، فساعاها - سابقها - حتى ألزق بطنه بالحائط، (ومرت من ورائه) ) رواه ابن خزيمة و الطبراني و الحاكم و صححه ووافقه الذهبي.

و (صلى صلاة مكتوبة فضم يده، فلما صلى قالوا يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء ؟ قال ( لا، إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي،فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي، - .... - لولا ما سبقني إليه أخي سليمان، لا ارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة،( فمن استطاع أن لا يحول بينه و بين القبلة أحد، فليفعل ) ) رواه أحمد و الدارقطني و الطبراني بسند صحيح.

و كان يقول ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفع في نحره، (ولِيَدْرَأ ما استطاع) ( وفي رواية فليمنعه، مرتين)، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان ) رواه البخاري و مسلم.

و كان يقول ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ) رواه البخاري و مسلم.




نفعني الله وإياكم بهذا الحديث وأجارني وإياكم من عذابه المهين والصلاة والسلام على خير عباد الله

والسلام