yassine isslam المراقب العام
عدد الرسائل : 231 العمر : 42 السٌّمعَة : 6 نقاط التميز : 381 تاريخ التسجيل : 15/06/2010
| موضوع: قف مع ابن القيم وانظر الي قلبك من اي القلوب انت؟ الأربعاء نوفمبر 03, 2010 8:49 am | |
| قف مع ابن القيم وانظر الي قلبك من اي القلوب انت؟قال ابن القيم في الوابل الصيبالقلوب ثلاثة :القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه
لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيهمصباحه لكن عليه ظلمةالشهوات وعواصف الاهوية
فللشيطان هنالك إقبال وإدبارومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة
والكثرةفمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهممن هو تارة
وتارة
القلب الثالث: قلب محشو بالإيمان قد استنار بنورالإيمانوانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك
الظلمات فلنوره في صدره إشراقولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي
حرستبالنجوم فلو دنا منهاالشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست السماء بأعظم حرمةمن
المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبدالملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار
الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيدوالمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس
ويحفظ من كيدالعدو فلاينال منه شيئا إلا خطفه
وقدمثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت : بيت للملك فيه كنوزهو ذخائره وجواهره وبيت للعبد فيه كنوز
العبد وذخائره وليس جواهر الملكوذخائره وبيت خال صفر لا شئ فيه فجاء اللص يسرق من أحد البيوت
فمن أيهايسرق ؟ فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئيسرق ولهذا قيل
لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوسفي صلاتهافقال : وما يصنع الشيطان
بالقلب الخراب ؟ وإن قلت : يسرق من بيتالملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس
واليزك وما لا يستطيعاللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله
من الحرس والجند ما حوله ؟ فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشنعليه الغارات
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله
فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيتالشيطان قدأحرزه لنفسه واستوطنه واتخذه
سكنا ومستقرا فأي شئ يسرق منه وفيهخزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه
وقلب قد امتلأ من جلال الله عز و جل وعظمته ومحبته ومراقبتهوالحياء منه فأي شيطان يجترئ على هذا
القلب ؟ وإن أراد سرقة شيء منه فماذايسرق وغايته أن يظفرفي الأحايين منه بخطفة ونهب يحصل له
على غرة من العبدوغفلة لابد له إذ هو بشر وأحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهووالذهول وغلبة الطبع
وقد ذكر عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى أنه قال : وفي بعض الكتب إلهي لست أسكن البيوت ولا
تسعني وأي شئ يسعني والسماوات حشو كرسي ؟ولكن أنا في قلب الوداع التارك لكل شئ سواي وهذا
معنى الأثر الآخر ماوسعتني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن وقلب فيه توحيد الله تعالى
ومعرفته ومحبته والإيمان به والتصديق بوعده ووعيده وفيه شهوات النفسوأخلاقهاودواعي الهوى
والطبع وقلب بين هذين الداعيين : فمرة يميل بقلبهداعي الإيمان والمعرفة والمحبة لله تعالى وارادته
وحده ومرة يميل بقلبهداعي الشيطان والهوى والطباع فهذا القلب للشيطان فيه مطمع وله منه منازلات
ووقائع ويعطي الله النصر من يشاء { وما النصر إلا من عند الله العزيزالحكيم } وهذا لا يتمكن الشيطان
منه إلا بما عنده من سلاحه فيدخل إليهالشيطان فيجد سلاحه عنده فيأخذه ويقاتله فإن أسلحته هي
الشهوات والشبهاتوالخيالات والأماني الكاذبة وهي في القلب فيدخل الشيطان فيجدها عتيدة
فيأخذها ويصول بها على القلب فإن كان عند العبد عدة عتيدة من الإيمان تقاومتلك العدة وتزيد
عليهاانتصف من الشيطان وإلا فالدولة لعدوه عليه ولا حولولا قوةإلا بالله فإذا أذن العبد لعدوه وفتح له
باب بيته وأدخله عليهومكنه من السلاحيقاتله به فهو الملوم
فنفسك لم ولا تلم المطايا...ومت كمدا فليس لك اعتذار .
| |
|