قال هنري ميشيل بنبرة الغاضب وهو يرد على سؤال حول ما إذا كانت الهزيمة أمام غينيا قد أذنت بدنو موعد الرحيل والإقصاء··
>أنتم من ألبسنا ثوب المنافس على اللقب، لتتحملوا مسؤوليتكم··<·
وأعتقد أن السيد هنري ميشيل كان شجاعا، صريحا ومباشرا في تحديد المسؤوليات··
لذلك فمسؤوليتنا اليوم هي أن نحاسب أنفسنا وضمائرنا ووطنيتنا·· لماذا نلبس الفريق الوطني جلبابا أكبر منه، جلباب المنافسة على لقب، ليس أهلا له؟
لماذا نريد أن نحمل أسود الأطلس ما هو فوق طاقتهم؟
لماذا نتجنى على هنري ميشيل ونحاسبه على كأس إفريقية ما دخلها إلا لأنه وجدها أمامه؟
لماذا نمعن في إنتقاده على إقصاء من الدور الأول لكأس إفريقيا والجامعة ما جاءت به إلا ليضمن تأهلنا لكأس العالم عام 2010 بجنوب إفريقيا؟
وأتصور أنه إن لن نكره المكتب الجامعي في صورة ما نعكسه كوسائل إعلام من فورة الغضب المتأججة في الشارع ومن الإحباط الذي بلغ أطنابه، على أن يقدم إزاء الإقصاء والخروج المبكر من كأس إفريقيا للأمم ردة فعل مسؤولة تريح الناس والعباد، فإنه سيسكت كليا عن هذا الذي حدث، ولن يجرؤ حتى على تقديم سؤال عن هذا الذي حدث، كيف حدث ولماذا حدث بالصورة التي حدث بها؟
إن لم يغضب المكتب الجامعي الذي ينام منذ أشهر في العسل فلا يجتمع أعضاؤه، ولا يلتقون إلا لتوزيع الرحلات، على أن يتحرك إزاء هذا الذي شاهدناه بغانا، فإنه من تلقاء نفسه لم يفعل شيئا، لن يجرؤ حتى على طرح السؤال عن المسؤول الأول السيد هنري ميشيل، لسبب واحد ووحيد، أنه عند تصميم العقد السحري، لم تكن كأس إفريقيا للأمم غاية من الغايات ولا أولوية من الأولويات، لقد إشترط هنري ميشيل أن لا يلزم بموجب العقد، بأي هدف ولا أي رهان له إرتباط وله علاقة بكأس إفريقيا للأمم، لطالما أن الرهان والأولوية وغاية الغايات هي التأهل لكأس العالم بجنوب إفريقيا سنة 2010 ·
وأعتقد أن المكتب الجامعي في ما صممه، في ما أبدعه، وفي ما جارى فيه المدرب هنري ميشيل، يكون قد إرتكب جنحتين إثنتين·
الجنحة الأولى أنه جعل من كأس إفريقيا للأمم، كتظاهرة قارية، هي ما يعنينا ويحدد مصيرنا وهي ما يربطنا بقارتنا حدثا لا قيمة له، وكأن المنافسة على كأس إفريقيا للأمم تأتي في مرتبة ثانية أو عاشرة بعد المنافسة على مجرد الظهور في كأس العالم··
جنحة يقوم فيها كدليل أن المكتب الجامعي لم يجعل من دورة غانا الحالية هدفا من أهداف العقد الذي أعاد إرتباطنا بالسيد هنري ميشيل··
الجنحة الثانية أن المكتب الجامعي أرانا كيف يكيل بمكيالين، فهو بوجه مع الإطار المغربي وهو بوجه آخر مناقض له مع الإطار الأجنبي، فيوم أنيطت ببادو الزاكي مسؤولية إدارة الفريق الوطني سنة 2002 عندما أقلنا البرتغالي كويليو بعد أشهر من كأسه الإفريقية الكارثية بمالي، جعلوا لعقده هدفان جوهريان لا يضمن سيرورته سواهما، هدف أول تمثل في التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم بتونس، وهو ما كان من دون كبير عناء، وهدف ثان تمثل في الوصول إلى المربع الذهبي لكأس إفريقيا للأمم سنة 2004 بتونس·
وقد كان بادو الزاكي بارعا في بلوغ الهدفين معا، بل إنه علم الجامعة ما لم يكن لها به علم، الإحترافية عند تصميم العقود مع المدربين، وقد سقطت هذه الإحترافية عند الإرتباط بهنري ميشيل، فجاء عقده ناصا على هدف بعيد في الزمان، لطالما أنه يرتبط بمونديال 2010 وليس بكأس إفريقيا للأمم·
والواقع أن المكتب الجامعي الذي لا يحترم إفريقيتنا، ولا يطمع إلى تكرار إنجاز دورة 2004 ولا يتحدث بلسان الشعب، ولا يلتحم بأحلام الشعب··
المكتب الجامعي الذي يضيف إخفاق الفريق الوطني، إلى إخفاقاته الكثيرة في تأهيل كرة القدم الوطنية، في إصلاح البطولة، في هيكلة الأندية، في تأمين إنتقالنا إلى الإحتراف، وأكثر منه في وضع إستراتيجية واضحة في الزمان لتنمية كرة القدم الوطنية، هو مكتب جامعي، متجاوز، مغلوب على أمره، أرحم له ولنا أن يستقيل فيريح ويستريح··